نفى رئيس وزراء العراق الأسبق إياد علاوي أن يكون التحالف العسكري الإسلامي الذي دعت لتشيكله السعودية، تحالفا سنيا يستهدف الشيعة منتقدا عدم ضمه العراق أيضا. كما نفى سعيه للإطاحة بالعبادي والعودة إلى رئاسة الحكومة.
صرح زعيم حركة الوفاق الوطني رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي بأنه لا يتفق مع من يعتبرون التحالف الإسلامي العسكري الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية تحالفا سنيا طائفيا موجها ضد الشيعة، مشددا على أن مصير أي تحالف طائفي ينشأ بالتوقيت الراهن هو الفشل.
وقال في حوار أجرته معه عبر الهاتف وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه يدعم هذا التحالف، واعتبره: “تجمعا لقوى الاعتدال ضد تجمع قوى التطرف”. ودلل رئيس ائتلاف “الوطنية” على رأيه بالقول :”لا يمكن القول إن مصر، وهي إحدى دول التحالف، دولة سنية بمعنى أنها لا تهتم ولا تعمل سوى لمصلحة السنة بالمنطقة وتعادي غيرهم .. فمصر كانت دائما مدافعة عن حقوق كل الشعوب العربية وهي من احتضنت كافة شرائح المجتمع العراقي ومنهم الكرد في العقود الديكتاتورية السابقة .. ونفس الأمر ينطبق على الأردن“.
وتعليقا على موقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وسياسيين عراقيين آخرين اعتبروا إقامة التحالف دون العراق خطأ جوهريا، قال علاوي: “لا علم لي لماذا لم تتم دعوة العراق للانضمام للتحالف، وكل ما أعرفه هو أن هذا التحالف لم يأت من فراغ بل بعد حوارات عديدة ومطولة بين الدول .. وكان يفترض بالعراق أن يكون جزءا من هذه الحوارات”. واستدرك: “على العراق أن يبني علاقات مع دول الاعتدال بالمنطقة .. ورئيس الوزراء يدخل كل عدة أيام في تحالف جديد .. فهو مشارك بالتحالف الرباعي مع روسيا وإيران والحكومة السورية .. ومشارك أيضا مع الولايات المتحدة ودول أخرى في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش)”. وانتقد علاوي عدم طرح الحكومة مسألة المشاركة في أية تحالفات على مجلس النواب لاتخاذ القرار الذي يمثل الإجماع العراقي.
وحول التخوفات من أن يكون العراق ساحة لفصل جديد من الصراع بين السعودية وإيران، قال علاوي: “بالطبع لا نريد أن نكون وقودا لصراعات إقليمية .. ولكني لا أعتقد بوجود صراع سعودي إيراني، هناك فقط توتر في العلاقات ويجب أن يحل من خلال مؤتمر إقليمي يضم إيران وتركيا ودول أخرى لوضع خارطة طريق للمنطقة عمادها تبادل المصالح وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”. ورغم إيمانه بانفتاح قيادات السعودية على العراق وقاداته فإن علاوي يرى أن “هناك مع الأسف من يحاول خلق العراقيل في العلاقات العراقية العربية، والظاهر أنهم نجحوا في مساعيهم”. وحمل مسؤولية الوضع الراهن من التوتر في العلاقات العربية العراقية لكل من وزارة الخارجية والحكومة العراقية.
وحول ما إذا كان لا يزال يتطلع للعودة لمنصب رئيس الوزراء، قال: “ليس هذا ما يشغلني الآن .. الآن هناك كارثة تحل بالعراق .. لأول مرة تحتل محافظات بأكملها .. ولأول مرة يتأزم الوضع الكردي مع بغداد لهذا الحد .. ولأول مرة يصاب العراق وهو البلد الثري بالإفلاس المادي”. ونفى علاوي بقوة أن يكون يتآمر في السر للإطاحة بالعبادي ليحل محله، وقال إنه طلب صراحة وبالإعلام من التحالف الوطني أن يختار بديلا له لكونه غير قادر على إدارة البلاد وتحالفاتها.
 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا