بين حين وآخر يطلق الحالمون بتقسيم العراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي المتماسك عبر التاريخ تمنياتهم المريضة والتي تلقى رضا الخانعين من ساسة الصدفة والموتورين المعبئين بكراهية هذا البلد الذي طالما انتصر على اعدائه .
وبعد ان عبر العراقيون جميعا، بكل اطيافهم، في اقاصي البلاد وأدانيها، عن تمسكهم بوحدة وطنهم، عبر الشعارات التي رددتها حناجر المتظاهرين في رفض الطائفية السياسية التي مثلت خنجرا في خاصرة العراق، ومحاربة الفساد وانبثاق الدولة المدنية، وعقب توحد خطاب المرجعيات الدينية مع خطاب التيار المدني على وتيرة ارادة الجماهير الرافضة للتقسيم والتمييز والفساد، بعد كل هذا، وعلى اثر النصر المبين على داعش الارهابي بسواعد قواتنا المسلحة الباسلة وشعبنا الهمام، تطلع علينا بعض الاصوات النشاز التي تتحدث عن تقسيم العراق الى ثلاث او اربع كونفيدراليات مبنية على الاسس المذهبية و الطائفية كمقترح يحاول الوصاية به على البلاد له والقفز على ارادة شعب اجتاز بوحدته كل العصور .
وسواء صح اطلاق هذا المقترح التقسيمي او لم يصح، فان واقع التجربة اثبت ان سلامة العراقيين في وحدتهم ، وان الوعود بمستقبل افضل خارج وحدة العراق ليس سوى منزلقات لمزيد من الاحتراب والخراب والفساد .
ان مشاريع التقسيم لاتضعف اجزاء العراق فحسب بل انها تدخلها في نزاعات على الارض والحدود والثروة والمياه ومشاكل الديموغرافيا وتحمل الديون الخارجية وغيرها وتطيل عمر التنازع والصراع .
اننا نرفض مع شعبنا كل الخطط خارج تعديل مسارات العملية السياسية المتداعية، وندعو كافة القوى السياسية لاعلان موقفها من هذا المشروع ، كما ونعلن اننا سنتصدى وبكل السبل لخطط تقسيم العراق تحت اي تسميات لاتحفظ وحدة العراق في دولة اتحادية ديمقراطية وشعبه وثرواته ، والله ولينا .
حركة الوفاق الوطني العراقي
30 كانون الثاني 2016