يصادف اليوم الذكرى السنوية الثامنة والعشرين لمجزرة حلبجة المروعة ، حيث قضى الالاف من ابناء شعبنا من الكرد بالأسلحة الكيمياوية ارضاء لشهوة نظام دكتاتوري مجنون لم يتورع عن استخدام اسلوب الابادة الجماعية ضد شعبه في كل مكان . ان واقعة حلبجة ، بما تكشفه من بشاعة الحروب وآثارها المدمرة والفاجعة الانسانية التي خلفتها وماتزال حاضرة في وجدان البشرية ، انما تجسد الوجه القبيح للانظمة الدكتاتورية ، والمخاطر التي تنطوي عليها العقائد التمييزية من عرقية شوفينية وطائفية بغيضة ، كما وتظهر بجلاء التهديد الأكيد لحيازة اسلحة الدمار الشامل من قبل الانظمة المستبدة والمارقة ، او وقوعها بيد الجماعات الارهابية والاجرامية كداعش والتي لم تتردد عن استخدامها ضد المدنيين العزل في ناحية تازة خلال الايام الماضية . اننا اذ نستذكر بأسى بالغ فاجعة حلبجة واعداد ضحاياها ، ونعيش صدمة تازة وتداعياتها ودلالاتها ، ندعو الحكومة والمجتمع الدولي الى التصدي بقوة وبكافة السبل لكل اشكال الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحروب ، عملا بالقوانين والمواثيق الدولية والانسانية ، والى حماية المدنيين ، وملاحقة المجرمين بما يمثلونه من تهديد جدي للوجود الانساني ، وانصاف الضحايا ، وتخليد هذه الجرائم وادانتها لمنع تكرارها ، كما لايفوتنا التذكير بضرورة مغادرة خنادق الكراهية التي تشكل الطائفية السياسية ركيزتها الاساسية ومنطلقها نحو الابادة والتدمير ، والعمل على وقف معاناة النزوح والتهجير التي لاتقل خطورة في اثارها التدميرية عن اشكال الابادة الاخرى . الرحمة لشهداء العراق الابرار . الرحمة لارواح شهداء حلبجة وتازة . النصر للعراق .
حركة الوفاق الوطني العراقي
16 اذار 2016