إن ما حصل ويحصل في العراق يدعو الى التساؤل والاستغراب، ففي الوقت الذي نجحت السلطة في حماية وتحصين نفسها والمحافظة على أمنها في المنطقة الوحيدة الآمنة والجيدة في العراق الجريح، لكنها فشلت في المقابل وبالكامل في حماية شعبنا الطيب الذي لم يذق سوى طعم البؤس والحرمان وتركت المواطن البسيط الاعزل فريسة لإرهاب دموي بشع فأخذ الموت يحصد المواطنين الابرياء من الذين يبحثون عن لقمة العيش بشرف لكنها مغمسة بالألم والدم.
إن هذا إن دل على شيء فهو يدل على مدى عدم اكتراث السلطة بارواح العامة من الناس بعدما اصبح الشهداء والجرحى مجرد ارقام تذكر في الاعلام، وما يحدث وحدث من مجازر دامية راح ضحيتها الالاف من الابرياء في مشاهد مفزعة، والتي اصبحت واقعاً يومياً حيث راح العراق يصحو وينام على هذه المآسي التي خلفت جيوشاً من الارامل والثكالى والايتام والمعوقين والفقراء والعاطلين عن العمل واللاجئين والنازحين والمهجرين، كل هذا والسلطة لم تحرك ساكناً مكتفية ببيانات الشجب والاستنكار والوعود الكاذبة بالضرب بيد من حديد التي سأم العراقيون وملوا من تكرارها.
لقد طفح الكيل بهذا الشعب الكريم الذي يرى خيراته تنهب وتهدر وحرماته تنتهك وابناءه يذبحون على مدى الساعة والارهاب يعيث فساداً ليعبر عن رفضه لهذا الواقع المؤلم والمرير من خلال مظاهرات واحتجاجات واعتصامات سلمية شملت العراق كله، لم يرفع فيها سوى علم العراق رافضين المحاصصة البغيضة مطالبين بإنقاذ البلاد من هذا الدمار والفساد.
إن ما يحصل هو ليس وليد اليوم بل هو محصلة لتراكمات امتدت لأعوام عدة بسبب سوء الادارة  وانعدام الرؤية والمصالح الضيقة وعدم محاسبة المقصرين والمفسدين والمتسببين في هذه الحالة المزرية التي وصل اليها العراق.
منذ عام 2005 لم اشترك في السلطة ودعوت زملائي الى عدم الاشتراك وكنت محقاً في ذلك كما تبين لي لاحقاً خلال مشاركتي ولفترة قصيرة لم تتجاوز الاشهر القليلة كنائب لرئيس الجمهورية، حيث كان الاتفاق ان أكون مشرفا على ملف المصالحة الوطنية، غير ان السلطة لم تكن جادة وانها لا تريد المصالحة في ظل عملية سياسية بائسة وخائبة انتجت السلطة وساهمت في دمار وخراب هذا البلد العظيم.
ان السبيل الوحيد لانقاذ البلاد مما هي فيه هو تشكيل حكومة مؤقتة لا ترشح نفسها في الانتخابات القادمة والتي يتم اجراءها في فترة سقف زمني لايتجاوز العامين ترتبط مهامها بما يلي:
– تحقيق الانتصار العسكري والسياسي على التطرف والارهاب وتعبئة الطاقات لشعبنا وقواتنا المسلحة وطنياً وبالكامل وتحقيق المصالحة الوطنية والخروج من الطائفية السياسية والمحاصصة المقيتة ومحاسبة المفسدين وكشفهم واحالتهم الى القضاء ومن تسبب كذلك في انهيارات البلاد هم ايضا يجب ان ينالوا الجزاء العادل.
– اجراء انتخابات نزيــهة وشفافة بتشريع قانون انتخابات و اخر جــديــد للمفوضية العليا للانتخابات و امتداداتها، والمجئ بقانونيين وقضاة واكاديميين مستقلين وليس ضمن مفهوم المحاصصة ولتأتي هذه الانتخابات بمن تأتي.
– معالجة الاوضاع الاقتصادية بإبعاد اشباه الخبراء وتكليف هيئة اقتصادية كاملة النزاهة والكفاءة ومن خبراء حقيقيين ومقتدرين.
الخلود لشهداء العراق والنصر  للعراق.
المكتب الاعلامي  للدكتور إياد علاوي

18 ايار 2016

لا يوجد تعليقات