ينشغل العراقيين عموماً وبمحافظة نينوى العزيزة خصوصاً بمعارك التحرير من دنس تنظيم داعش الأرهابي، وكيفية رفع المعاناة القاسية عن أهلنا الصابرين فيها، ورغم أملنا جميعاً بتحقيق هذا الحلم اليوم قبل الغد فأن واقع التعقيدات السياسية والأمنية والديمغرافية يتطلب تهيئة مجموعة من العوامل التي لابد منها لأنها تسهم في تحقيق الأنتصار الناجز عسكرياً وسياسياً، أن من عناصر الأنتصار المطلوب هو التعامل الجدي مع قضية النازحين لضمان المستقبل اللائق بهم بما في ذلك تعويضهم تعويضاً عادلاً وحماية كل المدنيين والأستعداد الكامل لأستقبال المزيد من النازحين الكرام من أبناء نينوى العزيزة. ومما يلفت النظر هو عدم أعطاء مايلزم من جدية حول العلاقة (أو عدمها) المستقبلية مع الدول التي تشارك العراق في عمليات التحرير العسكرية وتدعم مالياً الجهود العراقية للخلاص من التنظيم الأرهابي، كما لا نرى ولحد الأن خطوات جادة لتنقية الأجواء مع أقليم كوردستان سواء في مرحلة العمليات وما بعدها حفاظاً على وحدة التوجه ضد قوى التطرف وما بعد التحرير وتأييد وحدة البلاد.
لذا يتعين على قادة البلاد البدء فوراً بأعداد خطط مفصلة للأشهر الثلاثة الأولى وكذلك للأشهر الستة التالية فضلاً على خطط طويلة الأمد لأدارة المناطق المحررة. وتحقيق أمن المجتمع ورفاهيته ومنع أي منزلقات نحو مشاكل وصراعات مستقبلية وعلى أن لا يكون هناك بديلاً. ولقد نبهنا مراراً على ضرورة الأخذ بهذه الملاحظات ووضع الترتيبات المناسبة بما في ذلك التأكيد على أهمية الأنتصار السياسي الى جانب الأنتصار العسكري في المعارك .واذ نلفت الأنتباه الى ضرورة الأخذ بهذه العوامل في معركة التحرير ومابعدها فأننا نحذر من مخاطر قد تحصل، لا سمح الله، بعد أزالة داعش نهائياً.
والنصر للعراق.
ومن الله التوفيق.
المكتب الاعلامي للدكتور أياد علاوي
19 أب 2016