بسم الله الرحمن الرحيم “إنما هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون” صدق الله العظيم
مناشدة الى قيادتي المملكة العربية السعودية الشقيقة وجمهورية ايران الجارة المسلمة
أذ تتجه أبصار المسلمين وأرواحهم في كل بقاع الأرض هذه الأيام، صوب مكة المكرمة، حيث شعائر الحج المقدسة الجامعة، ويتطلعون في شتى أوطانهم الى حلول عيد الأضحى المبارك والبدء بتحقيق السلام والوئام وإيقاف الاقتتال وحقن الدماء، والمضي بثقة نحو مؤتمر أقليمي يسعى لإيقاف التداعيات ويمهد لعلاقات تقوم على تبادل المصالح وتوازنها من جهة وعلى أحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من جهة اخرى، فأن مما يفسد آمالهم وفرحتهم هذا التصعيد المؤسف في الخطاب السياسي والأعلامي بين أثنتين من كبريات الدول الأسلامية الشقيقة: المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الأسلامية، وبما يعمق للأسف، الأنقسامات التي يسعى اليها أعداء الأمة، ويغذي الفتن التي تهدد بتمزيق نسيج شعوبها، ويدفع بحالات التطرف الى التفجر بعد أن كاد تعاون دول العالم الأخرى ان يفضى الى أسدال الستار على المشهد الأخير لتنظيم داعش الأرهابي، وعسى أن ينهي أزمة سوريا لصالح شعبها الكريم. أن قيادتي الدولتين تدركان أن لامصلحة لإيران بمعاداة العرب ولا للعرب مصلحة بمعاداة إيران، ولاشك فأن مسؤولية الكل التاريخية في أستقرار الدول والشعوب الأسلامية ودحر التطرف والأرهاب، وتركيز الطاقات في بناء المستقبل المشترك وتعزيز الأواصر بما يخدم السلام والتنمية للشعوب الاسلامية كافة، وتفادي مخاطر أنزلاق الأوضاع الى حالة من الأحتكاك أو الصراع المباشر أو غير المباشر لاقدر الله. نغتنم هذه الأجواء الإيمانية لمناشدة قيادتي البلدين وكل قادة المنطقة لتخفيف لهجة تبادل الأتهامات، وأفراغها من الأشارات المذهبية الطائفية المحرضة التي تسيء الى صورة الأسلام السمحة ووحدته، والى أعتماد لغة أكثر تصالحية تقود الى مسارات من الحوار في حل وتسوية المسائل العالقة، لتفويت الفرصة على أعدائنا في تفجير المنطقة، وإعمال الصراعات بين ابنائها، وأستنزاف مواردها، وكلنا ثقة بقدرة المسؤولين في العربية السعودية الشقيقة وإيران الأسلامية الجارة وحكمتهم على تجاوز هذه الأزمة وإحلالها ببدائل من التفاهم والتعاون والأحترام المتبادل، والله الموفق.
اياد علاوي
١٠ ايلول ٢٠١٦