في كلمته ومداخلاته امام امناء مجلس العلاقات العربية الدولية بدورته السادسة المنعقدة في عاصمة دولة الكويت الشقيقة استعرض الدكتور اياد علاوي الاوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق وتداعياتها الاجتماعية وانعكاساتها على مستقبل المنطقة والعالم وعلى الصعد كافة لما للعراق من دور مركزي مهم يرتبط بموقعه الجغرافي وامكاناته البشرية والاقتصادية كأحد اكبر الدول النفطية .

واشار علاوي الى ان توالد الازمات في العراق يرتبط بغياب المؤسسات المهنية الناجزة وعدم وضع خارطة طريق للخروج من الانفاق التي تمر بها البلاد ، بسبب تفكيك مؤسساتها ، وانتهاج سياسات حل المؤسسات واعتماد الاجتثاث السياسي وتنامي النفوذ الاجنبي وتغييب المصالحة الوطنية الحقيقية .

وفي اطار الحرب التي يخوضها العراق ضد تنظيم داعش الارهابي اكد الدكتور اياد علاوي على ضرورة تكامل البعدين السياسي والعسكري في هذه المعركة ، مشددا على عدم جدوى الانجازات العسكرية دون تثبيتها والحفاظ عليها من خلال ايجاد بيئة من الاستقرار بالغاء المحاصصة والطائفية السياسية وتسييس الدين وتحقيق سيادة القانون ، منبها الى تضمين هذه الخارطة ، التي تغطي فترة ماقبل التحرير وبعدها ، لقضية النازحين واللاجئين واعادتهم الى ديارهم ومناطقهم وتعويضهم تعويضا عادلا .

وتطرق الدكتور علاوي الى تعقيدات معركة تحرير الموصل ، معبرا عن رفضه للتدخل التركي العسكري  السافر وتمديد مجلس الشعب التركي لبقاء القوات التركية في العراق مما يضيف عامل تهديد جديد لسلامة شعب العراق  ولوحدة محافظة نينوى المهددة بالتقسيم الى خمس محافظات كبداية لتقسيم العراق والمنطقة . كما اشار الدكتور علاوي الى التدخل ايران في العراق ودعمها لبعض الفصائل المسلحة منبها الى وجود صنفين من فصائل الحشد احدهما منضبط ويشكل ظهيرا للجيش العراقي وآخر منفلت يمثل تهديدا لمؤسسات الدولة والقوانين ، ويحول دون عودة النازحين الى مناطقهم خصوصا في حزام بغداد وديالى .

وفي موضوع الاستحقاق الانتخابي شدد الدكتور اياد علاوي على اهمية ان تعكس الانتخابات القادمة ارادة ومصالح كافة العراقيين مما يتطلب تمكين جميع الناخبين من الادلاء باصواتهم بحرية تامة ، وهي الحالة التي لاتتحقق دون عودة النازحين الى مناطقهم وتطبيع الاوضاع خلال سنة من تحرير الموصل ، وذلك مادعاه الى الطلب من القادة السياسيين لتأجيل انتخابات مجالس المحافظات واجرائها بالتزامن مع انتخابات مجلس النواب ، وهي فترة ضرورية لتشريع قانون انتخابات اكثر تمثيلا وعدالة واستبدال مفوضية الانتخابات بأخرى اكثر استقلالية و قادرة على اجراء انتخابات تتوافر على نزاهة معقولة .

وقال علاوي امام الاجتماع ان هذا الشأن هو شأن عراقي داخلي ، وقد حظي بموافقة اغلب قادة الاحزاب والكتل السياسية ، وانه قد ابلغ ممثل الامم المتحدة في العراق ان اقرار هذا الموضوع عراقيا يتطلب دعما واشرافا دوليين ، كما اشار الى انه مع تقليص اعداد اعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات .

واحاط الدكتور علاوي المجلس بمخاطر عزل العراق عن عمقه العربي ، وتراجع اهتمام العرب بالعراق او توجيه اهتماماتهم على اسس طائفية ومذهبية ، وان العراق هو بلد العروبة الاساسي ، محذرا  من ان عزل شيعة العراق العرب سيدفع بهم الى احضان ايران ، ومذكرا بدور شيعة العراق في ثورة العشرين وانخراطهم في الحركات القومية العروبية .

وتساءل الدكتور علاوي مشيرا الى بعض التدخلات العربية عن جدوى تفضيل الشيعي على السني او العكس ومحاولات تحويل العراق الى كم شيعي وكم سني مما ينذر بفتن طائفية تهدد بشكل اساس منطقة الهلال الخصيب التي تضم تنوعا مذهبيا كبيرا .

واعاد الدكتور اياد علاوي الى الاذهان تجربته في الحكم وانعكاساتها في مجال المصالحة الوطنية واعادة بناء مؤسسات الدولة وخصوصا الجيش والاجهزة الامنية والقضاء ومحاربة الطائفية السياسية وكسر ظهر الارهاب . وفي نهاية كلمته اعاد الدكتور علاوي دعواته لعقد اجتماع للمجلس في مدينة النجف الاشرف او السليمانية لرسم خارطة طريق جديدة لتحقيق السلام و الامان لشعوب المنطقة.

المكتب الاعلامي

لا يوجد تعليقات