بعد اللقاء في مكتب الدكتور أياد علاوي مع سعادة سفير منظمة التعاون الأسلامي في العراق الدكتور صالح الشاعري وأطلاع الدكتور علاوي على المشروع المقدم من المنظمة.
يثمن الدكتور أياد علاوي الأفكار المهمة التي تضمنها مشروع الورقة التصورية حول مبادرة منظمة التعاون الأسلامي للمصالحة الوطنية العراقية ” مكة 2 ” لما تؤكده من حرص على ” وحدة العراق أرضا وشعباً ، ودعم أمنه وأستقراره وسلامة أراضيه وأزدهار شعبه ” ، ولما تتسم به من الواقعية في التطبيق كونها ترتكز الى نجاحات وثيقة مكة المكرمة للمصالحة العراقية لعام 2006 من ناحية ، وأخذها بالتطورات في المشهد العراقي الداخلي والمتغيرات الأقليمية والدولية من ناحية ثانية ، ولجهة أنها تشخص الأطراف المهمة في عملية المصالحة الوطنية والآليات الفاعلة لإنجاحها .
أن تأكيد وحدة العراق أرضا وشعباً وأستقلاله وسلامة ووحدة أراضيه وسيادته الوطنية في هذه الورقة – المبادرة ، وكذلك تثبيت مبدأ المساواة التامة بين كل المواطنين العراقيين دون تمييز على أساس الأنتماء العرقي أو الديني أو الطائفي ، يمثلان جوهر مشروعنا السياسي المدني ، ويعبران عن رؤيتنا للمصالحة التي لايمكن الوصول إليها بغياب العدالة الأجتماعية والمساواة ، وتفشي ثقافة التمييز وسياسات الأقصاء والتهميش ، ومصادرة القرار الوطني .
أن حضور عنصر الأنتماء الأسلامي للعراق ، وإبراز قيم السماحة والتعاون لجميع الأديان والمذاهب ، وإستحضار الأبعاد الحضارية التاريخية للتعايش بين جميع أطياف الشعب العراقي ، تمنح هذه المبادرة الكثير من عناصر القوة والنجاح كونها تدعم عوامل الثقة وتبدد الشكوك بجدوى التعايش المشترك والمستقبل الواحد .
أن هذه المبادرة ، والتي تتوخى إنجاح وأستمرار وثيقة الإتفاق السياسي المنشود في دعم الوحدة الوطنية وإنهاء الأنقسامات ، عبر ماتقترحه من تنفيذ أجراءات عاجلة وفورية (معالجة مشكلة النازحين والمهجرين ، التصدي للجماعات المسلحة والميليشيات في القتل والتهجير ، أصدار عفو عام عن المعارضين للعملية السياسية) وأخرى تتعلق بسن قوانين جديدة وتعديل أو ألغاء أخرى تسببت في تهميش أعداد كبيرة من المجتمع العراقي (المساءلة والعدالة ، الحرس الوطني ، اعادة منتسبي الجيش العراقي السابق) إنما تعبر عن إدراك المنظمة لطبيعة التحديات التي تعترض مشروع المصالحة الوطنية والتي تم تكريسها خلال سنوات طويلة من المحاصصة والطائفية السياسية وغياب مؤسسات الدولة وقوة تأثير الأرادة الخارجية في القرار الوطني ، كما تشجع الفرقاء العراقيين على خوض هذا التحدي بالأصرار على النجاح الذي قد يستغرق بعض الوقت .
تظهر هذه المبادرة أهتمام العالم الأسلامي بالعراق وشعبه ، وشعور المسلمين بمعاناتهما ، والحرص الأكيد على معافاتهما ، من خلال التشخيص الدقيق للعلة المتمثلة بالطائفية السياسية ومخرجاتها من جانب ، وفي المعالجات والحلول التي تنبثق عن إشاعة المصالحة الوطنية بتمظهراتها المتعددة من الجانب الآخر .
وفي الوقت الذي نستحضر الدور الكبير الذي لعبته وثيقة ” مكة 1 ” عام 2006 في التقريب بين الفرقاء السياسيين وإطلاق العملية السياسية على أسس من الشراكة والقبول بالآخر وإعتماد العمل المؤسسي فأن التراجع لاحقا عن هذه القيم يستدعي اليوم العودة الى أجواء مؤتمر مكة الأول ، وجمع الزعامات السياسية والأجتماعية والدينية العراقية الأساسية ، في المكان الذي يتوافق عليه العراقيون سواء في مكة أو بغداد أو النجف الأشرف أو كربلاء المقدسة ، والعمل على مصالحة وطنية ناجزة ، وبدعم أقليمي ودولي ، تهيئ ورقة منظمة التعاون الأسلامي للمصالحة أرضية صالحة للأنطلاق منها .
يجدد الدكتور أياد علاوي تثمينه العالي لهذه المبادرة في حرصها على العراق وجوداً موحداً متصالحاً ونشطاً معافى في محيطه الأسلامي والدولي ، ويقدر بأخلاص الأفكار العظيمة التي تضمنتها الورقة التصورية في مجال التشديد على تجاوز المحنة وتداعياتها من خلال الأنتقال الى العمل المؤسسي والشراكة  ووحدة القرار السيادي الوطني وأنتهاج الأعتدال وأدانة كل أشكال الأرهاب والتطرف ، كما ويثمن الدكتور أياد علاوي الدور المتميز لأمين عام منظمة التعاون الأسلامي الأخ أياد مدني ويدعو الشركاء العراقيين من سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية، وفعاليات سياسية وأجتماعية مدنية وعشائرية ، ودينية الى الأنخراط في عمل جدي،  وبالأسترشاد بالأفكار والتصورات التي أنطوت عليها ورقة منظمة التعاون الأسلامي ، لتفعيل مشروع المصالحة الوطنية ، والله الموفق .

المكتب الأعلامي للدكتور أياد علاوي


23 تشرين الاول 2016

لا يوجد تعليقات