يضع حزب الوفاق الوطني العراقي الوصول الى السلطة نصب عينيه لا لتحقيق المكاسب والمنافع الخاصة ، شخصية او حزبية او فئوية ، بل للافادة من الواقع الدستوري والقانوني لتطوير السلطة كي تكون بمستوى تحدي  الادارة الناجحة للدولة وخدمة الصالح العام عبر اعتماد برنامجه في القيادة ، وقد كانت للحزب تجربة رائدة وفريدة في ادارة الدولة من خلال رئاسة امينه العام الدكتور اياد علاوي للوزارة التأسيسية الأولى بعد الخراب الذي سببته الحروب والحصار والسياسات الطائشة، عدا عن ثوابته الوطنية الفكرية والسياسية الجامعة ، واطارها العام دولة المواطنة المدنية.

وخلال الفترة التي تلت انتخابات العام 2005 والتي قاد زعيم الحزب خلالها اكثر من ائتلاف كبير ، بما في ذلك ائتلاف العراقية الذي حصد المرتبة الاولى في انتخابات مجلس النواب 2010 ، فانه لم تتحقق البيئة السليمة لشراكة واقعية تأخذ البلاد الى شواطيء السلام والاستقرار والتنمية ، مما دفع الحزب للبقاء خارج الحكومة لفترة طويلة ، في حين جاءت مشاركته في حكومة السيد العبادي الاخيرة لحشد جميع القوى الوطنية في مواجهة داعش الارهابي والذي بات على اسوار بغداد ، وللانطلاق بمشروع المصالحة الوطنية المعطل ، وقد قبل الحزب بمنصب نائب رئيس الجمهورية شرط قيادة الدكتور علاوي برنامجا حقيقيا للمصالحة الوطنية ، اضافة الى منحه استحقاقه الانتخابي في وزارتين وعدد من الهيئات المستقلة والمناصب الحكومية .

ورغم ان تلك المواقع تمثل استحقاقا انتخابيا لا مِنّةً من احد ، ومع ان ائتلاف الوطنية الذي ينضوي فيه الحزب قد قدم ، كما ويحوز على ، العديد من الكفاءات والخبرات في شتى الميادين والتخصصات الا ان غياب روح الشراكة ، ولربما الرغبة في الاستحواذ مقترنة بمعادات الرموز الوطنية الرافضة للطائفية السياسية والمحاصصة ، والتهميش والاقصاء والاجتثاث المسيس ، قد حرمت الوفاق وتحالفاته وائتلاف الوطنية من فرصة ثمينة للشراكة في ادارة الدولة عبر رؤية مدنية حداثوية جريئة .

ان الحزب لهذه الاسباب مجتمعة ، ولتراكمات رفض المشروع الوطني في عراق لكل العراقيين ، وبالنظر لإعاقة كل فرص تمكينه ، لم يجد امامه سوى الوقوف مع المعارضة المسؤولة ، وتبني اجراء انتخابات نزيهة بقانون انتخابات جديد ومفوضية جديدة واجراءات توصل الى قدر معقول ومقبول من النزاهة تأتي بمجلس نواب قادر على انتاج حكومة كفوءة وفاعلة وتشريع القوانين اللازمة لانقاذ البلاد مما هي فيه او الانحدار نحو الأسوء لاسمح الله .

المكتب الاعلامي لحزب الوفاق الوطني العراقي

24 شباط 2017

لا يوجد تعليقات