شعبنا الكريم،
نحن الان في لحظة تاريخية فارقة، بين الاحتكام الى المثل الوطنية والمصالح العليا وما يفرضه منطق العقل والحكمة، او الانزلاق الى المزيد من الانحدار والتردي.
بالرغم من محاولات الغاء الاستفتاء، اختار الاشقاء الكرد المضي في الاستفتاء ولم يعد بالامكان ثنيهم عما اختاروا.
بقي علينا جميعاً، من اعترض على توقيت الاستفتاء، او من تشدد في الرفض المطلق له، ومن لاحول له ولا قوة سوى الترقب وتمني الخير للعراقيين. ان ننتبه الى المخاطر التي تحدق بنا وتعرض مستقبلنا الى اخطار مفتوحة على كل الاحتمالات.
وعليه اتوجه في هذا المنعطف بمناشدة وطنية لليقظة والحذر، والعمل بكل الوسائل لدرء المخاطر وتجنب كل ما يؤزم الاوضاع ويشحن الاحقاد ويؤجج اسباب الفتنة والتشرذم، واطرح مايلي: 
اولاً: اناشد الاخ مسعود البارزاني والقيادة الكردستانية ان يؤكد على تجميد نتائج الاستفتاء خلال مرحلة انتقالية بناءة يجري فيها حوار وطني مسؤول وبنّاء لمعالجة كل اوجه الخلاف، بما يضمن ويحافظ على الارث المشترك ويعززه ويكرس كل مايوطد الاخّوة العربية الكردية، ويؤدي الى تحقيق العراق الاتحادي الديمقراطي الموحد.
ثانياً: ان يخضع مصير كركوك والمناطق المختلف عليها وفقاً لنصوص المادة 140 من دستور البلاد ومعالجة اوجه الاخلال بما يعمق المشاركة الوطنية ويستجيب لمصالح كل الشرائح فيها ويطفئ فتيل اثارة الفتنة فيما بينها. 
ثالثاً: تخلي السلطة واطراف العملية السياسية وبشكل خاص قوى التحالف الوطني والكرد عن الدعوة الى التصعيد واستخدام لغة الانتقام والوعيد والتلويح بالحل العسكري.
رابعاً: التزام الحكومة والقوات المسلحة بالوقوف بحزم ضد أي انتهاك لحرمة كل المواطنين، ورفض تدخل أي طرف في النزاع، ولا مواجهة مسلحة إلا مع الارهاب وداعش والارهاب التكفيري.
خامساً: على التحالفات المشاركة في السلطة البدء بحوارات عملية بناءة على مدار الاسابيع القادمة للشروع بأتخاذ كل مايلزم لتصفية المظاهر التمييزية والاقتصادية والانفراد بالحكم، وصولاً عبر التشريعات التوافقية غير المعرقلة الى تصفية منظومات المحاصصة الطائفية والمذهبية، وتعديل كل القوانين التي تتعارض مع روح الدستور بأقامة الدولة الديمقراطية المدنية، دولة القانون والحريات والمواطنة.
سادساً: احذر الدول الاقليمية من التدخل في الشأن الداخلي العراقي بأي وسيلة تصدع وحدة العراقيين، وعلى الحكومة تنبيه الدول المعنية.
سابعاً: رفض انفراد التحالف الوطني بالحوار مع الاشقاء الكرد وانما التوجه لتشكيل لجنة وطنية عليا تقوم بهذه المهمة.
ثامناً: عدم تشتيت طاقة القوات المسلحة، وتركيز جهدها على جبهة المواجهة مع داعش وتحرير ماتبقى من الاراضي والحواضر التي ماتزال تحت سيطرتها.
 

ايــاد علاوي
زعيم ائتلاف الوطنية

25 ايلول 2017

لا يوجد تعليقات