تمر منطقتنا بمرحلة خطيرة واستثنائية وتعاني احباطات كبيرة نتيجة التدخلات المؤذية في اوضاعها الداخلية، بهدف الاستحواذ والهيمنة على القرارت السياسية للدول، كما هي في سوريا ولبنان وليبيا واليمن والعراق والبحرين والسودان والصومال في انتشار الميلشيات المسلحة وقوى الارهاب الدموي، كلها كانت سببا الى ما آلت اليه الاوضاع، ناهيكم عن قضيتنا المركزية في فلسطين الحبيبة الآخذة بالاتجاه نحو التدهور.
ومنذ الحرب العراقية الايرانية وبعدها غزو الكويت من قبل النظام العراقي وتلاها حرب تحرير الكويت ثم غزو العراق واحتلاله واسقاط الدولة وتفكيك مؤسساتها، كلها ساهمت في زيادة التوترات في منطقتنا مما اخل بالتوازن الإقليمي، ولم يكن الربيع العربي بعيداً عن حالة الاحباط، فما سمي بالربيع العربي “شعار الاصلاح”، لكنه في الممارسة الواقعية كان يهدف الى دمار البلدان، والتفكك وتغيب دور الدول المحورية في تأمين استقرار المنطقة.
كل هذا يستدعي الى انعقاد مؤتمر للأمن الاقليمي بحضور الدول العربية تركيا وايران واثيويبا، برعاية السيد امين عام الامم المتحدة تُدعى اليه الدول دائمة العضوية في الامم المتحدة وبحضور جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي، على ان يحقق هذا المؤتمر ويضمن مسألتين: تبادل المصالح وتوازنها بين الدول (وبضمن ذلك قضايا المياه) واحترام السيادة وعدم التدخل من قبل البعض في الشؤون الداخلية للبعض الاخر، وعلى الدول المجتمعة ان تعزل وتقاطع كل دولة لاتلتزم بهذا القرار، وذلك من خلال تشكيل امانة عامة للمتابعة لضمان ما يتم الاتفاق عليه ومراقبة تنفيذ ما يتوصل اليه المؤتمر، ولها ان تدعو الى اجتماعات دورية.
المكتب الاعلامي للدكتور اياد علاوي
8 تشرين الثاني 2017