يود مجلس العلاقات العربية والدولية الإعراب عن بالغ إرتياحه وترحيبه بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا،والإجماع الوطني الكبير الذي حظيت به ، والذي يعبر عن إرادة الشعب الليبي بمختلف فئاته وأطيافه السياسية والمناطقية، وتطلعه لإستعادة وحدته الوطنية ووحدة أراضيه وقراره السياسي المستقل، وحماية موارده ومقدراته بعيداً عن التدخلات الأجنبية والأطماع الخارجية التي فاقمت وأججت الخلافات والصراعات الداخلية وتسببت بإطالة أمد معاناة الشعب الليبي الشقيق وأستنزفت ثرواته .

هذا ويعرب مجلس العلاقات العربية والدولية عن ثقته بأن يشكل هذا الإنجاز البداية المباركة لمرحلة سياسية ناضجة تحافظ على وحدة وسيادة ليبيا، وتحقق آمال وتطلعات شعبها العزيز في الأمن والإستقرار والتنمية والإزدهار، كما يتطلع المجلس إلى تضامن عربي شعبي ورسمي يدعم العملية السياسية الجارية في ليبيا، ويساهم في إنجاح جهود حكومة الوحدة الوطنية الليبية وتذليل العقبات أمام إستلامها للسلطة في ليبيا في أقرب وقت ممكن تمهيداً لإستكمال العملية السياسية الدستورية، وإعادة بناء هياكل ومؤسسات الدولة وتنسيق الجهد العربي والإقليمي والدولي الهادف لتحصين عملية البناء السياسي والإقتصادي من خلال الجهود القيمة التي تبذلها منظمة الأمم المتحدة وبما يكفل حماية هذه التجربة الوليدة والمبشرة .

إن مجلس العلاقات العربية والدولية إذ يبارك للشعب الليبي ولقواه السياسية الفاعلة هذه الخطوة الكبيرة والمأمولة في مسار المصالحة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس ثابتة وراسخة وتستمد شرعيتها من مبادئ الديموقراطية والحكم الرشيد، ليناشد منظومات العمل العربي الرسمي والشعبي العمل على تجاوز سلبيات وإخفاقات النظام العربي الرسمي وضعف وتشرذم مؤسسات المجتمع المدني العربية، بما يؤسس لأطر جديدة فاعلة وقادرة على بناء منظومات للعمل العربي المشترك مؤهلة للتصدي للتحديات والأخطار الوجودية الجسيمة التي تهدد سلامة وإستقرار وسيادة الدول العربية وحماية نسيجها الإجتماعي، ويحصنها من التدخلات والأطماع الأقليمية والدولية، ويوفر الآليات المناسبة والمؤهلة لبناء نظام عربي متكامل للأمن القومي.

ولعل موقف عربي موحد ومبادر ورائد في التعاطي مع الأزمات والصراعات التي تعصف بأقطار عربية غالية كسوريا واليمن ولبنان والعراق لكفيل بحشد جهد دولي منسق يضع إطاراً قانونياً لتسويات سياسية شاملة لتلك الأزمات بما يحفظ لتلك الدول سيادتها ووحدتها الإقليمية في إطار تسوية سياسية داخلية وبضمانات عربية و دولية تؤسس في الوقت ذاته لمشروع بناء نظام للسلم والأمن الإقليميين على غرار التجارب الناجحة للمناطق الجغرافية المختلفة في العالم .

14 آذار 2021

لا يوجد تعليقات