نعيد لكم بالذاكرة وتحديداً قبل ما يقارب العام ونصف، ما طرحه الدكتور علاوي من مبادرة وطنية لحل الازمات التي يعاني منها شعبنا الكريم والتي تهدد سلامة ووحدة البلاد ودعوته نحو إصلاح جذري للعملية السياسية في العراق وإعادة رسم أطرها وأسسها بعد أن وصلت الى طريق شبه مسدود لاعتمادها سياسات التهميش والاقصاء والطائفية السياسية والمحاصصة والاجتثاث المسيس، هذه الدعوة الكريمة التي تتمثل بعقد مؤتمر شامل يضم القوى السياسية الوطنية التي ناهضت الدكتاتورية وأرست قواعد العملية السياسية، وتضم إليها نسبة من المتظاهرين السلميين والناشطين والنقابات والاتحادات وممثلين عن النازحين واللاجئين والمغيبين وبعض القوى والشخصيات السياسية التي لم تشترك في العملية السياسية.
ان المؤتمر الذي دعا له الدكتور اياد علاوي في حينه كان مصمما ً لتحقيق الوحدة الوطنية من خلال إجراء المصالحة الوطنية الحقيقية، ليرسم مستقبلاً واعداً للعراق يتمثل بإجراء إنتخابات نزيهة تكون إصلاحا صحيحاً للعملية السياسية في القضاء على الفساد وإيقاف السلاح المنفلت وإنهاء المحاصصة والتهميش والاقصاء التي لم تكن في حسابات المُعارضة العراقية التي واجهت النظام الدكتاتوري، وإعادة النظر بإجتثاث البعث المسيس وجعله قضائيا لما حمل كثير من الظلم طالت مواطنين أبرياء وضبط الانتخابات بما يتعلق بمستوى مقبول من النزاهة، هذه الممارسات وغيرها أدت الى تكوين معارضة جديدة داخلية في العراق تمثلت بالمتظاهرين السلميين فضلا عن وجود بؤر قوية معادية للنظام والعملية السياسية بدلا من إحتوائها وجعلها جزءاً من بناء العراق.
يضاف إلى ذلك تعقيد الأجواء مع الأخوة الكورد الذين فتحوا أبوابهم أمام المُعارضة العراقية وقواها المُتعددة لإسقاط نظام صدام واستقبالهم ملايين النازحين بسبب داعش، فتولدت لدى البعض منهم فكرة الرغبة بالانفصال، ومما لم يكن بالحسبان إطلاقا التناحر السياسي والطائفي وإستشراء الفساد ليكون أبرز مشاكل العملية السياسية، وفوضى إنتشار السلاح المُنفلت وفقدان الأمن والاستقرار والاغتيالات المستمره وإعتماد مبدأ الاستقواء بالخارج، وما عرضناه في وقته من إقتراح تشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة تضم كافة القوات المسلحة العراقية تضاف لها قوات البيشمركة والحشد المقاتل الذي حظي بموافقة شخصيات سياسية وقيادية مهمة.
إن الإنتخابات التي طمحنا أن تكون معبرة عن إرادة الشعب والناخب العراقي الكريم، والتي جرت في ظل وجود ملايين من اللاجئين والنازحين والمُغتربين والمقيمين والمجتثين سياسيا، فضلا عن ما رافقها من تدخّل خارجي سافر ومال سياسي فاسد وسلاح مُنفلت وخطف وتغييب وإغتيالات لأسباب باتت واضحة للقاصي والداني، أدت الى عزوف نسبة كبيرة جدأ من المواطنين الكرام عن المشاركة في التصويت والأنتخابات ليستمر وضع البلاد من سوء إلى أسوء.
إنَّ المؤتمر الوطني الذي يدعو له الدكتور اياد علاوي مجددا بسبب الفوضى والظروف القاسية التي تكاد تعصف بالعراق باعتقاد الدكتور علاوي يتزامن مع مؤتمر الأمن والسلام الأقليمي وإمتداداً لمؤتمر شرم الشيخ الذي دعا له وحققه بنجاح في شرم الشيخ الدكتور اياد علاوي، ليصل بالعراق إلى طريق الإصلاح و البدء بإتخاذ الإجراءات الجذرية لمعالجة كثير من الأمور، إبتداءً من الدستور ومروراً بتحقيق النزاهة في الإنتخابات وصولاً الى قطع دابر الفساد وإيقاف السلاح المُنفلت وتشكيل الأدوات اللازمة لكل ذلك، وليكن ما حصل من كبوات دافعاً جديا ًوصادقاً للعمل لانقاذ العراقيين من نكسات متلاحقة حصلت لهم بسبب نظام صدام والحصار والعملية السياسية مستفيدين من اصلاح ما يمكن اصلاحه من التجارب السيئة، ليكتب لنا الله عز وجل الكرامة والاستقرار والأمان لشعبنا الكريم وبلادنا العزيزة.
المكتب الأعلامي للدكتور أياد علاوي
بغداد – 1 آب 2021