إن تصاعد وتيرة الصراع في المنطقة، سواء في غزة أو جنوب لبنان، يتطلب معالجة شاملة وواقعية تستند إلى أسس واضحة لتحقيق الاستقرار والسلام.
في غزة، الوضع الإنساني بات كارثياً نتيجة القصف المستمر الذي يدمّر البنية التحتية ويهجّر آلاف المدنيين. هذا التصعيد لا يمكن فصله عن جذور الصراع الممتدة منذ عقود، والتي تتمثل في غياب حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية. إن أي مساعٍ دولية أو إقليمية لا تأخذ في الاعتبار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال، لن تكون سوى حلول مؤقتة لا تعالج جوهر المشكلة.
المطلوب اليوم ليس فقط وقف التصعيد العسكري، بل أيضاً الشروع في مفاوضات جدية تفضي إلى حل شامل يحقق السلام العادل ويضمن حقوق الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية.
وفي لبنان، تعاني البلاد من حالة انهيار شاملة نتيجة القصف العنيف الذي يتعرض له الجنوب والبقاع فضلا على بيروت ومناطق اخرى من لبنان، مما أدى إلى نزوح جماعي للسكان وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية. هذا الوضع الخطير يأتي في ظل أزمة سياسية واقتصادية خانقة تعصف بلبنان منذ سنوات، وتفاقمها التدخلات الخارجية وتآكل مؤسسات الدولة. إن استقرار لبنان لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إعادة بناء الدولة ومؤسساتها على أسس وطنية قوية، تُعزز سيادتها وتمنع انهيارها أمام التحديات الداخلية والخارجية.
إن الحلول المؤقتة، سواء في غزة أو لبنان، لن تسهم في استقرار طويل الأمد. المطلوب هو التزام دولي حقيقي يقود إلى تسوية عادلة وشاملة في فلسطين، ويضمن دعم لبنان في بناء دولة قوية قادرة على فرض سيادتها وحماية شعبها.
هذه اللحظة تتطلب قيادة عربية سياسية شجاعة ورؤية استراتيجية لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين ولبنان حيث لا يمكن لهذه الحرب ان تتوسع في ظل الوضع العسكري الحالي والاصرار الاسرائيلي.
كما ان على الولايات المتحدة الامريكية ان تلعب دورا هاما وليس مزدوجا في اسكات اصوات الصواريخ، وعلى ايران ان توفي بالتزاماتها تجاه العرب، وهذا يحتم اتخاذ اجراءات حكيمة في حل هذه الصراعات لايقاف المعارك ونزيف الدم.
كما ندعو العالم وخاصة الاسلامي والعربي الى قول كلمة الحق لصالح الشعوب المستضعفة التي تحاول اسرائيل ان تقمعها كالشعب الفلسطيني واللبناني، كما يفترض على هذه الدول ان تدعم الشرعية في لبنان وفلسطين قبل ان تصل الامور الى نهايات سائبة تكرس لحرب كونية مدمرة.
اياد علاوي
رئيس ائتلاف الوطنية
١٣ تشرين الاول ٢٠٢٤