من المؤسف ان يتحول العراق الى ساحة لصراع، إقليمي وآخر دولي، لربما من ابرز اسبابه عدم وضوح مسار العراق.
لقد دعونا ولسنوات عديدة الى مؤتمر للأمن والسلام الإقليمي، من منطلق ان اهل المنطقة هم الأولى بحمايتها، وان هذا -المؤتمر- ويفترض ان يقوم المؤتمر بتصفير المشاكل بين الدول من جانب، وإلغاء التدخلات في الشؤون الداخلية مباشرة او غير مباشر من جانب اخر – وكذلك تقوية وضمان تبادل المنافع وتوازنها من جانب ثالث، وهذا ما بدأنا بتحقيقه بعد مؤتمر شرم الشيخ الذي استضافته مصر.
لكن لاحقاً لم يتبنى العراق هذه الدعوة وانما ساهم في اجهاضها، في الوقت الذي وافقت عليه دول مهمة في أوروبا وروسيا، والذي لو انعقد لكان الوضع قد تشابه مع ما حققته الحكومة الانتقالية الأولى بعد سقوط نظام صدام.
وفي خضم التصعيد الحاصل الان، تقدمنا بمقترح يقضي بوضع خطة طوارئ لضمان سلامة العراق وشعبه الكريم -فيما لو حصل اي تصعيد لا سمح الله- او حرب، وكان بعض القادة السياسيين داعمين لهذه الافكار، وفي مقدمتهم الأخ العزيز مسعود البارزاني، لكن للأسف لم تتحقق هذه الخطة، وهو ما ساهم في ان يكون العراق عرضةً للهجمات المعلنة والغير معلنة.
نحن بالتأكيد نقف وحكومة العراق، ولا نرضى بامتهان الكرامة، لذا نؤكد ان وضع خارطة طريق واضحة يساهم فيها العراق بصناعة السلام المتبادل في عموم المنطقة، ويحافظ على مسارات الاستقرار وتحريك عملية السلام وتحقيق ما يصبو اليه الشعب الفلسطيني باتجاه حل دائم وعادل كما قررته القمم العربية والإسلامية، ووضع سلامة المنطقة وضمان عدم التدخل في شؤونها الداخلية اصبح من الأولويات الواجبة الاعداد.
المكتب الاعلامي للمنبر العراقي
15 آب 2019