بات الارهاب يضرب كل الدول والمجتمعات بمافيها البلدان التي قللت من مخاطر هذا التهديد ، او تلك التي تبنت دعم الجماعات المسلحة المعارضة في البلدان الاخرى لخلق الفوضى التي لا تولد الا الاٍرهاب .
إن مواجهة تلك التحديات وتداعياتها الخطرة تتطلب وحدة الموقف الدولي او معظمه، ووحدة بلدان منطقتنا التي تكتوي بنيران العنف اكثر من غيرها ، في مواجهة هذا الخطر الفتاك .
ان التجربة المريرة التي خاضتها شعوب المنطقة خلال العقدين الماضيين ، تجعل في بعض الاحيان المواقف المتباينة من الارهاب والتطرف امراً يفتقر الى الحكمة في ابتعادها عن معالجة اسبابهما الحقيقة وخلفياتهما المهمة التي ادت الى توسع دائرة العنف .
لقد كنّا السباقين في الاطارين الوطني والاقليمي بالدعوة لتحقيق المصالحة الوطنية ونبذ الطائفية السياسية والمحاصصة وبناء المؤسسات الناجزة لدولة تقوم على المواطنة الحقيقة والعدالة وسيادة القانون ، دولة تتسع لكل العراقيين ، وشددنا في مضمار الحرب ضد الاٍرهاب على الانتصار السياسي كعامل لايقل اهمية عن النصر العسكري المتحقق.
ان الاطار الوطني لتحقيق الاستقرار والبناء والتنمية يتكامل ويتداخل مع الاطار الاقليمي ببعديه العربي والاسلامي ، وقد ظلت دعواتنا متواصلة ولاتزال لعقد مؤتمر امن اقليمي ينتج استجابة جماعية وسريعة ازاء التهديد المشترك للارهاب والتطرف ، ويؤسس لقواعد جديدة ومختلفة من العلاقات بين دول المنطقة تقوم على تبادل المنافع وتوازنها واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى ، ونرى ان حل الازمة في العلاقات الخليجية – الخليجية على اساس الحوار والتفاهم يشكل شرطا لازما وسابقا لنجاح مثل هكذا مؤتمر .
المكتب الاعلامي للدكتور اياد علاوي
9 حزيران 2017