مرة أخرى تتدخل بعض الدول الأقليمية الكبرى في الشأن الداخلي العراقي في محاولة بائسة لإجهاض عملية الأصلاحات البنيوية الحقيقية للعملية السياسية وأنهاء سياسة المحاصصة المقيتة والإقصاء والتهميش التي أوصلت البلاد الى أسوأ حالاتها من كافة النواحي وفشلت في بناء المؤسسات الناجزة والمهنية والقادرة للدولة، بما يعيد الى الذاكرة مواقف سابقة مشابهة كثيرة منها التدخل في نتائج الأنتخابات عام 2010، وكذلك إفشال مسعى سحب الثقة عن رئيس الوزراء السابق.
وبعد أن وقف أكثر من 170 نائباً صفاً واحداً من أجل إنقاذ البلاد من أوضاعها المتردية، قاموا بتكليف عضو أئتلاف الوطنية الشيخ عدنان الجنابي رئيساً مؤقتاً لمجلس النواب، لما يحظى به من إحترام وتقدير داخل مجلس النواب وخارجه. وبموافقة أئتلاف الوطنية قام الشيخ عدنان الجنابي بمهامه الجسيمة في ترشيد الأزمة والمحافظة على وحدة مجلس النواب وإستمرار الزخم إستجابة لمطالب الشعب في الأصلاح، وشعوراً منه بالمسؤولية في ظرف خطير وحرج، علماً أنه حينما أستجاب للمهمة لم يكن طامحاً بأي منصب.
لقد وصلت العملية السياسية الى طريق مسدود بعد ان شابها الفساد والمفسدين وتلوثت بالطائفية والمحاصصة المقيتة، وفاقمت التدهور الاقتصادي وشرعت الابواب بوجه تدخل الدول الاجنبية والاقليمية.
إن إعتصام النواب وحراكهم في مجلس النواب والذي كان تلبية للحراك الجماهيري في محافظات العراق المختلفة، كشف الأخطاء الجسيمة في العملية السياسية والنواقص، بهدف الأصلاح الحقيقي والجذري، وسعى من أجل أنهاء الفساد والمحاصصة البغيضة.
ولابد في الختام من الإشادة بموقف أعضاء أئتلاف الوطنية الطليعي والثابت في بناء دولة المواطنة بعيداً عن سياسة المحاصصة أو التهميش والأقصاء. و يعاهد أئتلاف الوطنية الشعب العراقي والجماهير المنتفضة على صموده في الأصطفاف مع الجماهير ومطالبها المشروعة، ويهيب بشعبنا الى الاستمرار بالتظاهرات السلمية ، كما يطالب العشائر الابية وممثليهم الغيارى المعتصمين في مجلس النواب بالوقوف ضد المحاصصة المقيتة والطائفية السياسية والصراعات الحزبية، والعمل مع كافة القوى الوطنية لتحقيق دولة المواطنة القائمة على العدل والمساواة وبناء الموسسات الناجزة.
ويشيد ائتلاف الوطنية بهذه المناسبة، بالمواقف الشجاعة والمسؤولة لكل ممثلي الشعب المعتصمين من اعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات.
ائتلاف الوطنية
١٧نيسان ٢٠١٦