كان ائتلاف الوطنية بزعامة الدكتور اياد علاوي سباقاً الى التعبير عن مواقفه الداعمة لحق الجماهير في المطالبة بحقوقها عبر التظاهر والاعتصام السلمي منذ انطلاق التظاهرات في شهر شباط ٢٠١١. كما رفع ائتلاف الوطنية على امتداد السنوات شعار الدولة المدنية دولة المواطنة التي تقوم على العدل والمساواة وسيادة القانون. وطالب الائتلاف ولا يزال بتحقيق المصالحة الوطنية ببعديها الأمني والسياسي لفتح صفحة جديدة والخروج من النفق المظلم للمحاصصة المقيتة. كما اطلقنا التحذيرات المتواصلة من الاستخفاف بإرادة الجماهير وإهمال مطالبها، وكان للموقف الحكومي غير الحكيم من هذه المطالب المشروعة ابلغ الاثر فيما وصلت اليه البلاد من تداعيات مؤلمة.
واليوم، يقف ائتلاف الوطنية صفاً واحداً مع اصرار الجماهير على الإصلاح الحقيقي عبر نزولها في الميادين والشوارع، ومن خلال دعوات المرجعيات الدينية الكريمة، في تصحيح جوهر العملية السياسية وفق مبادئ المواطنة الحقيقية، بما لا يقتصر على إجراءات شكلية واستبدال الوجوه فحسب. ان المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة والعراق تحديدا تستعدي الإصلاح الفوري والجذري، كما ان الوعود الحكومية بتحقيق الإصلاح المطلوب ومحاربة الفساد والمفسدين لما تزل تراوح مكانها، بل تتراجع خطوات الى الخلف. لقد عبر المجتمع العراقي بكل اطيافه ومشاربه في المظاهرات، وآخرها يوم الجمعة الماضية في ساحات التحرير، عن هذه الارادة الثابتة والتصميم الحازم، آملين الا تقابل الحكومة هذه الارادة بالتسويف من خلال موتمرات واهية وادعاءات باطلة وسوء تقدير.
ائتلاف الوطنية يجدد دعمه الثابت لخيار شعبنا الحر في الخلاص من المحاصصة الطائفية وتسييس الدين، وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية، والاقتصاص من الفاسدين والمفسدين، واعادة الاموال العراقية المنهوبة، وتحقيق الاصلاح الناجز، بما يفضي الى بناء الدولة المدنية دولة المواطنة وسيادة القانون والمؤسسات الشرعية والمهنية والاحترافة. كما ويبارك الائتلاف كل الوجوه الوطنية والجهود الخيرة التي اسهمت في دعم ارادة شعبنا الكريم وحقوقه المشروعة.
ائتلاف الوطنية
28 شباط 2016