تستمر الرؤى القاصرة في عجزها عن ايجاد الحلول المقبولة والدائمة للصراع المحتدم منذ سنوات في سوريا الحبيبة ، وقد ازدادت التراكمات الخطيرة والناشئة عن تلك السياسات الخاطئة عبر السنوات الخمس الماضية لتجعل من هذا البلد العربي الشقيق ساحة للقتل والدمار والصراعات الأقليمية والدولية التيتعيد الى الاذهان مشهد الحرب الباردة سيئة الصيت .
ان تأخر قوى الاعتدال العربية و الأسلامية في أتخاذ القرارات اللازمة لإنهاء الصراع وفرض ارادة السلام والاستقرار في سوريا وبما يتلائم مع تطلعات الشعب السوري الكريم قد شجع الفوضى لا في سوريا فحسب بل وفي لبنان واليمن والبحرين والعراق وليبيا ، والتي قد تمتد ، لاسمح الله ، الى المنطقة بأسرها وربما تعدتها الى مديات ابعد .
وبالرغم من تأجيل المملكة المغربية لإنعقاد مؤتمر القمة العربية فيها ، وهي محقة في الاسباب التي ساقتها لهذا التأجيل ، الا اننا كقوى اعتدال نرى ضرورة انعقاد اجتماع اقليمي موسع لايحضره النظام السوري ، مسبوقا باجتماع لدول الاعتدال العربي ، يضع الاسس السليمة والمفاهيم الاطارية للاجتماع الاقليمي ، وبما يصب في ايقاف التدخلات واحترام السيادة من جهة وتبادل المصالح وتوازنها من جهة اخرى ، وفي عين الوقت لابد من اعتماد اجراءات موازية على الصعد الوطنية بتحقيق المصالحات وافساح الحريات الدينية وحقوق المواطنة  ومنع وجود السلاح  خارج شرعية الدولة ومؤسساتها النظامية.

أن ايقاف أطلاق النار في سوريا وأغاثة الشعب السوري الجريح والوصول الى حلول وفق مؤتمر جنيف واحد وعلى أن لا تكون
التوافقات الحالية  هادفة الى أضاعة الوقت ، وتمرير المشاريع التي تصب في مصلحة بعض القوى والجهات الاقليمية والدولية خارج مصالح شعوب المنطقة المكتوية بنيران العنف والصراعات ، كما يحصل في سوريا وغيرها ،  مردها ضبابية المواقف والقرارات المتضمنة في طياتها للكثير من الالغام المتفجرة ، والمفضية الى تأجيج الصراعات واستفحالها ، وهو مايدفعنا الى الاعتقاد بأن المنظمات الدولية والاقليمية المحورية كمجلس الامن الدولي والاتحاد الاوربي ومنظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد المغاربي قادرة على الشراكة في صياغة القرارات ، وفق الاسباب الموجبة ، لمواجهة التحديات ووقفها من انتشار الارهاب والتطرف والميليشيات المسلحة مما بات يهدد ، وبشكل غير مسبوق ، الأمن والسلام العالمي.

المكتب الأعلامي للدكتورأياد علاوي

25 شـبـــاط 2016

لا يوجد تعليقات