في العاشر من حزيران في عام 2014 تم احتلال مدينة الموصل الحدباء من قبل شراذم شذاذ الآفاق من عصابات داعش الارهابي ، خلال عملية مريبة ومخجلة لم يكشف النقاب عن ملابساتها الحقيقية حتى اليوم رغم عديد اللجان الحكومية والبرلمانية المشكلة لهذا الشأن، كما لم يُدَنْ او يعاقب اي من المتسببين فيها، رغم فداحة النكبة وتداعياتها اللاحقة في احتلال مايقرب من نصف مساحة العراق في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك والانبار وحزام بغداد.وبغض النظر عن تفصيلات ماحدث فان البيئة السياسية السائدة من انحرافات العملية السياسية، وشهوة السلطة التي غذت الصراع والنزاعات، والفساد الناخر لجميع مفاصل الدولة، كانت ترسم مآلات مفجعة لمصير البلد انتهت بارتهان الملايين من ابناء شعبنا، ومنهم ابناء مدينة الموصل البطلة،  حاضرة العراق البهية، بقبضة داعش الظلامي المتخلف، والذي فعل كل ما بوسعه للتنفيس عن احقاده من قتل وتعذيب وتدمير لدور العبادة والعلم، وتهجير، وفرض للاتاوات، عدا عن قمع الحريات والتنكيل شرائح المجتمع وكل من يعترض على منهجه المتخلف والدموي .وبعد كل تلك المعاناة المستمرة منذ سنين فقد آن الآوان ليحصل التغير والتعديل على البيئة التي تسببت بالكارثة، وفي مقدمتها تعديل مسار العملية السياسية بدءا من القضاء على الطائفية السياسية، والانفتاح على كافة الاطياف الوطنية  والشرائح الاجتماعية، وايلاء الجانب السياسي في المعارك الحالية اهميته القصوى، مع العمل بكل السبل على انقاذ أهل الموصل من الظلم، وتحرير مدينتهم، وكذلك كل المدن المحتلة الاخرى، آخذين بعين الاعتبار حماية وتجنيب المدنيين العزل المحاصرين في المدينة مخاطر  العمليات العسكرية، ووضع الخطط اللازمة للانقاذ اضافة الى الجاهزية في العمل على اعادة اعمار كافة المدن المحررة، وتحقيق المصالحة الوطنية.
المجد لمدينة الموصل الصابرة، والمدن المحتلة الاخرى، والحرية لأهلها الأصلاء، والرحمة لشهدائها الأبرار.
 
المكتب الاعلامي للدكتور إياد علاوي
10 حزيران 2016

لا يوجد تعليقات