ان سوريا الشقيقة وشعبها الكريم هما من اهم ركائز الاستقرار، ولسوريا دور محوري في العالمين العربي والشرق اوسطي الكبير. ان الحرب البشعة والمدمرة واعمال العنف اللامعقول في هذا البلد الحبيب انعكس بقوة على امن واستقرار دول المنطقة وشعوبها، بل وامتدت تداعياتها الخطيرة على مجمل الاوضاع الدولية ، لذا فان رفع المعاناة التي خلقتها ظروف الاقتتال والنزاع وانهاء الفتنة لم يعد حاجة شعب سوريا الكريم فقط ، بل اصبح ضرورة اقليمية ملحة لما افرزته من حواضن للارهاب ، وماتسببت فيه من الهجرات المليونية، وجعلها البلد نقطة تقاطع للارادات والمصالح والتدخل الاجنبي، بما ينذر بمزيد من التصعيد في العنف لسوريا الممزقة او الجوار الاقليمي الهش والمرتبك والذي يعيش في ظل صراعات مسلحة عنيفة، او التوافق الدولي القلق والمنقسم.
واذ ندرك عمق المأساة التي يعيشها الأخوة السوريون على واقع التمزق والصراع المتصاعد في سوريا منذ مايقرب من ست سنوات، فقد كنا دوما مع وقف كافة اشكال العنف والاقتتال، وتلبية الحاجات الانسانية الاساسية لجميع ابناء الشعب السوري الكريم، والانخراط في حوار شامل وفق اعلان (جنيف واحد) يفضي الى حل سلمي مقبول لشعب سوريا الكريم ويحقق طموحاته ويصب في وحدة وسلامة وامن واستقرار سوريا ورفاهية شعبها وكذلك يصب بنفس الاتجاه لسلامة الدول الشقيقة في المنطقة الاردن وفلسطين والعراق ولبنان ومصر ودول التعاون الخليجي والعالم.
لقد جاء الاتفاق الامريكي الروسي الاخير لجهة تبني الحل السلمي واعلان جنيف كمنطلق لهذا الحل والذي ياخذ بارادة الشعب السوري الكريم، ويفصل المعارضة الوطنية عن الارهاب والارهابيين فرصة لا تعوض تستدعي تكثيف كل الجهود لجعله ناجزا .
لقد دعونا من منطلق رؤيتنا للجغرافيا السياسية الى دور روسي اكبر في حل النزاع السوري لما لهذا القطب الدولي الكبير من علاقات تاريخية مع الشعب السوري وتأثير جدي على اطراف الصراع المهمة، عدا عن مصالح روسيا في هذا البلد الذي يشكل أحد انطقة مجالها الحيوي .
لذا فاننا نتطلع لأن تشهد هذه الايام، تزامنا مع عيد الأضحى المبارك،  وعلى خلفية التوافق الامريكي الروسي والاهتمام الدولي، تقدما حقيقيا في مسار التسوية السلمية، لانهاء الفتنة ومظاهر النزاع ووقف نزيف الدم، وتحقيق تطلعات الشعب السوري الكريم في الحرية والعيش الكريم، مما سيؤدي الى تماسك مسارات العملية السياسية في لبنان ويدعم الاردن بعودة ملايين النازحين الى اوطانهم ويطوق الارهاب ويقضي عليه لما فيه مصلحة الاردن والعراق، كما يعزز الاهتمام بقضية العرب والمسلمين الكبرى في فلسطين ويرسي دعائم راسخة للامن والاستقرار في سوريا ومصر الحبيبتين وجميع دول المنطقة.
لتتظافر كل الجهود لضمان تنفيذ الاتفاق ولانجاز مهام تحقيق سلامة المنطقة وامنها ورفاهية شعوبها ووقف حمامات الدم.
والى الامام باذنه تعالى في ايام عيد الاضحى المبارك.
الخلود لكل شهدائنا وعلى امتداد امتنا والنصر لشعوبنا الصامدة والمكافحة.
 

المكتب الاعلامي للدكتور اياد علاوي

١١ ايلول ٢٠١٦

لا يوجد تعليقات